شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
الرد على من قال بخلق القرآن
...............................................................................
قال بعض العلماء: إن الله ذكر القرآن في أكثر من خمسين موضعا، ولم يذكر أنه مخلوق، وذكر الإنسان في سبعة عشر موضعا أي على الثلث، وصرح فيها بأنه مخلوق. من ذلك قوله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
انظر كيف فرق رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
هذه عقيدة المعتزلة، ولم ينقرضوا، بل لا يزالون موجودين بكثرة، وقد ألف مفتي عمان الذي يُقال له أحمد بن محمد الخليلي اسم> كتابا وسماه الحق الدامغ، وتكلم فيه على القرآن، وادعى أنه مخلوق، فهو يقدس هناك في عمان منهم وله مكانة عندهم، وهذه عقيدته، وقد كان السلف -رحمهم الله- يكفرون من يقول: إن القرآن مخلوق؛ وذلك لأنهم يطعنون في الله تعالى، ويصفونه بأنه لا يتكلم، ومعلوم أن نفي الكلام يعتبر نقصا، فإن الذي لا يتكلم ناقص، ولو أنه غير قابل، فالإنسان الناطق أكمل من الحيوان البهيم.
وكذلك أيضا إذا شبهوه بأنه غير قابل، فقد شبهوه بالصخر وبالجدار وبالأرض وبالجمادات، ولا شك أن هذا تنقص لله تعالى.
كذلك أيضا هناك الأشاعرة وما أكثرهم. هم الذين انتشروا في البلاد، وتمكنوا في القرون الوسطى. عقيدتهم أن القرآن ليس هو كلام الله، وإنما هو عبارة أو حكاية عن كلام الله، وليس هو عين كلام الله، إنما هو عبارة، وأن الله يتكلم الكلام النفسي يعني أن الكلام كلام نفسي ليس هو كلام حقيقيا، فعلى هذا يصح أن يقولوا: إن هذا القرآن ليس هو كلام الله، وإنما هو ترجمة، بمعنى أن كلام الله شيء في نفسه، وأن جبريل هو الذي ترجم به أو أن محمدا اسم> هو الذي ترجمه إلى هذه اللغة، فينفون أن يكون الله تعالى تكلم به كلاما حقيقيا. ينفون أن كلام الله هو هذا القرآن، بل إنما هو مترجم عنه.
ولا شك أن هذا أيضا إبطال لهذه الصفة التي هي صفة كمال صفة الكلام صفة كمال. هم يعترفون بأن الله يتكلم، ولكن مع الأسف لا يُثبتون الكلام الحقيقي، وإنما يُثبتون يقولون: إن كلام الله فيض فاض على الذات، وليس هو بمسموع؛ وذلك لأنهم دخلت فيهم شُبهة المعتزلة؛ أن الكلام إنما يكون بما يسمع، أو أن الكلام إنما يكون ما يظهر من اللهوات، وما أشبه ذلك، وأهل السنة يقولون: إنه كلام الله، ويقول بعض الشعراء:
بل إنـه عين الكـلام أتى بـه | جبريل ينسخ حكم كل كتاب |
قالوا: فما القرآن؟ قلت: كلامه | لا ريب فيـه عند كل موحد |
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وأقـول قـال الله جـل جلالـه | ............................. |
............................ | وأصونه عن كل ما يتـــأول |